في ظل ما حصل في السعودية خلال الـ24 ساعة الماضية من اعتقالات، بقي الاعلام العالمي بعيدًا عنها، لم يعد الاهتمام منصبّاً في لبنان على استقالة الحكومة، بقدر ما هو على مصير رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، بعد كثرة الحديث عن إقامة جبرية فرضت عليه في السعودية، ضمن حملة تقوم بها السلطات السعودية تحت عنوان محاربة الفساد وتوقيف الفاسدين، والتي أدت الى توقيف عدد كبير من الامراء، من بينهم أصدقاء الحريري.
فهل الحريري حر التنقل في السعودية ومنها الى أي مكان؟ أم انه قيد الاقامة الجبرية أو التوقيف بعد إجباره على الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية بإخراج تستفيد منه الرياض؟ وفي حين تُطرح الأسئلة أن اجبار الحريري على الاستقالة لتسهيل اعتقاله أو اجباره على الاقامة في السعودية تحت ذريعة حمايته، هو لافقاده الحصانة الّذي يتمتّع بها كرئيس للحكومة اللبنانيّة على الرغم من أنه يحمل الجنسيّة السعوديّة.
الى ذلك، كشفت مصادر لـ"النشرة" أن رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون لن يوقّع استقالة الحريري قبل معرفة مصير رئيس الحكومة وعودته الى بيروت.
لذلك، فانّ الاجابات ستحدد مسار التعامل السياسي ازاء تأليف حكومة جديدة او عدمه، خصوصا ان هناك من همس من زاوية استقبال السعودية للوزير السابق اشرف ريفي قبل استدعاء الحريري وعودة ريفي الى لبنان لتسلم زمام المسؤولية السياسية لحلفاء الرياض.
ويقول مطلعون إن أنصار الحريري في لبنان في حيرة من امرهم، وأن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان استقبل القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري للاستفسار عن صحة الحديث عن توقيف الحريري او وضعه بالاقامة الجبرية.
من ناحية ثانية، جدّدت مصادر أمنيّة عبر "النشرة" أن كل ما تمّ بثّه عن التحضير لعمليّة اغتيال للحريري الابن، ليس الا من باب التعمية والتغطية على ما أمرٍ ما. وكشفت هذه المصادر الى أن لا معلومات لدى القطاعات الاستخباريّة كافة من مخابرات للجيش اللبناني وأمن الدولة والمعلومات في قوى الأمن الداخلي حيال أي اهتزاز أمني أو التحضير لعمل أمني يطال شخص رئيس الحكومة سعد الحريري.
الى ذلك طمأنت المصادر الأمنيّة، الى أن الوضع الأمني ممسوك بشكل جيّد وبعيد كل البعد عمّا يُقال في بعض وسائل الاعلام ويروّج له على بعض مواقع التواصل الاجتماعي من وجود احتمال لخضّة أمنيّة على خلفيّة "استقالة الحريري"، ولفتت الى أنّ القوى الأمنيّة تعمل بشكل مضاعف منذ فترة طويلة لضرب من يعمل على الاخلال بالأمن الوطني.
في الخلاصة، يبقى السؤال لماذا أعلن الحريري وعبر شريط مصوّر مسبقًا عن استقالته وعبر محطّة سعوديّة ومن السعوديّة؟ فهل سيُسمح له بالاطلالة عبر وسائل الاعلام بمؤتمر صحافي لاطلاع اللبنانيين على ما حصل ويحصل فعلاً؟ وهل أجبرته المملكة على الاستقالة ليفقد الحصانة الّتي يمنحها منصبه له كرئيس للحكومة ومن ثمّ اعتقاله؟